الثقة في العمل الإنساني

الثقة هي أساس العمل الإنساني، فالحركة تعتمد على الثقة – ثقة الناس والمجتمعات التي تستفيد من خدماتها، وكذلك السلطات وعموم الناس – للوصول إلى المحتاجين ولتحصيل الدعم ونيل الاحترام لمهمتها.

وكان موضوع الثقة في العمل الإنساني قد أُدرج في جدول أعمال المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين بسبب الثقة المتناقصة في المؤسسات والحكومات، وزيادة الرقابة العامة، والدعوات لمزيد من النزاهة والمساءلة. استكشفت هذه اللجنة كيف يمكن أن تعمل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر مع الدول للحفاظ على الثقة في العمل الإنساني القائم على المبادئ وتعزيزها.

تضمنت أعمال هذه اللجنة جلستين عامتين؛ جلسة افتتاحية وأخرى ختامية، حيث جرى النظر في المواضيع التي نوقشت في الأيام السابقة من خلال عدسة الثقة. وثلاث جلسات “إضاءة على موضوع” عولجت فيها المواضيع المبيّنة أدناه:

  • 1- بناء الثقة من خلال التفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة: ما التغييرات الأساسية اللازمة؟

    يتزايد إدراك أهمية التفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة بوصفه أولوية محورية، أي أولوية مركزية بالنسبة للتميز الميداني وبناء القبول والثقة، والإسهام في بناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود على المدى البعيد. وهذا يكفل أن تكون الأطراف الفاعلة والمجتمعات المحلية شركاء على قدم المساواة في العمل الإنساني، وأن توجِّه أصوات الأشخاص الأشد استضعافاً البرامجَ والعمليات. ومع أن جهوداً مهمة قد بُذلت لتكفل التزام الأطراف الفاعلة في الحركة بتعزيز التفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة وتحسينه، إلّا أن ثمة تغييرات أساسية ما تزال ضرورية لزيادة مشاركة الناس الذين يستفيدون من خدماتنا وكفالة إخضاع الحركة لقدر أكبر من المساءلة أمامهم.

    سعت هذه الجلسة إلى مناقشة التغييرات الأساسية المطلوبة من أجل رفع مستوى مشاركة المجتمعات المحلية وكفالة إخضاع الحركة لقدر أكبر من المساءلة أمام تلك المجتمعات. وركزت المناقشات على بلورة فهم مشترك للارتباط بين الثقة من جانب، والتفاعل مع المجتمعات المحلية من جانب آخر، وتَشارُك مبادرات ناجحة، وتحديد ما ينبغي عمله بشكل جماعي.

    وثائق ذات صلة
    ·         القرار 1 الصادر عن مجلس المندوبين لعام 2019، “التزامات مكونات الحركة في مجال التفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة” (CD/19/R1)، ووثيقة المعلومات الأساسية الخاصة به (CD/19/6)
    ·         تعهد نموذجي: بناء الثقة في العمل الإنساني وتعزيزها من خلال التفاعل مع المجتمعات المحلية والمساءلة
    ·         مواجز بشأن المكونات الأساسية لتفاعل ناجح مع المجتمعات المحلية
  • 2- النزاهة وتقاسم المخاطر

    يجب أن تستوفي مكونات الحركة أعلى معايير النزاهة، لأن السلوك غير الأخلاقي يمكن أن يقوّض ثقة الجمهور في العمل الإنساني، بما في ذلك في صفوف المجتمعات التي تخدمها الحركة. ولهذا تتقيد الحركة بالمبادئ الأساسية ومدونة قواعد السلوك ومتطلبات الأطر النظامية والتنظيمية والسياساتية الشاملة، التي تشكل مجتمعة أساس العمل الإنساني القائم على المبادئ. وللجهات المانحة دورٌ تؤديه عن طريق تحفيز ودعم العمليات والآليات المتعلقة بالنزاهة، وفي الوقت نفسه كفالة ألا تؤدي متطلبات الامتثال لها إلى نقل مخاطر تُعرقل قدرة المنظمة على الاضطلاع بالعمل الإنساني القائم على المبادئ.

    حددت هذه الجلسة نقاط الارتباط والتوتر في خبرات الأطراف الفاعلة في المجال الإنساني في مجال النزاهة، واستهلّت حواراً بشأن الخطوات التي ينبغي اتخاذها معاً.

    وثائق ذات صلة
    ·         القرار 2 الصادر عن مجلس المندوبين لعام 2019، “بيان الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن النزاهة” (CD/19/R2)
    ·          استراتيجية العقد 2030، الاتحاد الدولي (الفصل الخاص بضمان الثقة والمساءلة) ”
  • 3- تهيئة بيئة مواتية للعمل الإنساني القائم على المبادئ

    تتطلب الثقة عملاً إنسانياً قائماً على المبادئ وفعالاً. ويتطلب العمل الإنساني القائم على المبادئ والفعال بيئة مواتية؛ وممارسات الدول إما أن تهيئ هذه البيئة المواتية أو تعوقها.

    استكشفت هذه الجلسة كيفية بناء بيئة مواتية لتنفيذ عمل إنساني قائم على المبادئ على المستويات العالمية والوطنية والمحلية، عبر توضيح الأدوار، وتحديد التحديات الرئيسية وآثارها، وعرض أمثلة لممارسات جيدة، واستكشاف الاستجابات الجماعية.

    وثائق ذات صلة
    ·         عدم إغفال أحد، التقرير عن الكوارث في العالم، الاتحاد الدولي، 2018