الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر

اللجنة الدولية للصليب الأحمر

نيسان/أبريل 2022


إن المنظمات المحلية القوية والمستقلة والقائمة على الاكتفاء الذاتي والموثوقة أساسية لدعم صمود المجتمعات المحلية، وتقديم العمل الإنساني المنقذ للحياة، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ففي عالم شديد الترابط والتداخل، يرتبط حجم ونوعية وفعالية عملنا المحلي الجماعي ارتباطًا مباشرًا بقدرة جميع مكونات الحركة، بما في ذلك الجمعيات الوطنية وشبكة فروعها، على تحقيق أهدافها.

إن استمرار تنمية الجمعيات الوطنية وتحولها من أجل تحقيق ذلك الغرض هو جوهر عمل تنمية الجمعيات الوطنية.

تضطلع الجمعيات الوطنية بدور الجهات المساعدة للسلطات العامة في المجال الإنساني، وهو مجال فريد لظهور القوة النسبية للنظام الإيكولوجي الإنساني، حيث أفادت معظم الجمعيات الوطنية وجود اتصال وتنسيق قويين مع السلطات العامة، إلى جانب فهم جيد لحيادها واستقلالها. وفي الوقت نفسه، أظهرت تجربة كوفيد-19 مطالب متزايدة من السلطات الحكومية للجمعيات الوطنية للعمل على دعم عملياتها واستجابة للأزمات الإنسانية – في معظم الحالات، دون استثمار كبير في تعزيز قدراتها. وتتمثل الأولوية الرئيسية للاستدامة الشاملة للجمعيات الوطنية في دعم الجمعيات الوطنية في مشاركتها مع سلطاتها الوطنية بشأن دورها (خاصة في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة التي تتفاقم بفعل آثار تغير المناخ والأوبئة و/أو النزاعات المسلحة أو الاضطرابات الداخلية واسعة النطاق) والتفاوض بشأن الاستثمار الضروري في تعزيز القدرات.

وقد وافق مجلس المندوبين لعام 2019 على التوجيهات الجديدة للأسس القانونية للجمعيات الوطنية وألزم جميع الجمعيات الوطنية بمراجعة نظمها الأساسية القانونية أو الدستورية في غضون فترة خمس سنوات (أي بنهاية عام 2024). ويعمل الاتحاد الدولي واللجنة الدولية على تطوير أدوات ومناهج جديدة، بما في ذلك تكوين مجموعة من المتخصصين لتقديم العون للجمعيات الوطنية التي تحتاج إلى دعم في عملية المراجعة الخاصة بها. وحاليًا، في منتصف هذا الجدول الزمني تقريبًا، ثمة حاجة إلى مزيد من الدعم لهذه العملية من أجل ضمان أن الجمعيات الوطنية كافة قد أتيحت لها الفرصة لتكييف أسسها القانونية بما يتماشى مع المعايير الجديدة ومع الواقع المتطور في سياق كل منها.

إن دعم الجمعيات الوطنية في ضمان استدامتها المالية على المستوى الوطني وعلى مستوى الفروع، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز قدرتها على توليد دخل مستدام من خلال الاستفادة من الأصول الحالية، وضمان قدرات الإدارة المالية القوية وتطوير ميزتها النسبية في تقديم الخدمات، أولوية رئيسية أخرى لـتحقيق استدامة الجمعيات الوطنية. وتحتاج التطورات الأخيرة التي قادها الاتحاد الدولي، بمشاركة مكونات الحركة الأخرى، في مجالات مختلفة من الاستدامة المالية (على سبيل المثال، إنشاء أول مجتمع للممارسات المتعلقة بالتنمية المالية وتطوير لوحة متابعة للاستدامة المالية) إلى مزيد من التوسع وتوحيد الجهود. إن تجربة مركز الحركة الافتراضي لجمع التبرعات والتحالف الاستثماري للجمعيات الوطنية والتطور الأخير لاستراتيجية تعبئة موارد الاتحاد الدولي هم حجر الزاوية الذي يمكن البناء عليه لتقديم دعم أفضل للجمعيات الوطنية ودعم للأقران أكثر فعالية ومزيد من التعلم.

ولم يتم بعد نشر الإمكانات الكاملة للدعم الموجه من الجمعيات الوطنية النظيرة وشركاء الحركة الآخرين. ويحدد ميثاق تنمية الجمعيات الوطنية لعام 2019 الذي أصدره الاتحاد الدولي وأقرته اللجنة الدولية، أربعة التزامات جماعية لضمان مواءمة دعم تنمية الجمعيات الوطنية للأولويات المحددة لتلك الجمعيات. وعلى الرغم من إحراز تقدم مطرد، إلا أنه يجب تقديم المزيد لتجنب أوجه القصور والازدواجية في دعم تنمية الجمعيات الوطنية الشامل (والذي يتضمن الدعم من الجهات الفاعلة خارج الحركة، مثل وكالات الأمم المتحدة)، لضمان إمكانية التنبؤ بهذا الدعم وجودته ولتعظيم تأثير هذه الجهود الجماعية.

وقد أدت المناقشات الثرية خلال  Network: REDالحدث العالمي لتنمية الجمعيات الوطنية الذي أقيم في كانون الأول/ديسمبر 2021، إلى إبراز حقائق رئيسية، وهي:

  • الرابط القوي بين احتياجات المجتمع والعمل المحلي
  • إمكانات شبكة الفروع الفعالة والمستدامة والجمعيات الوطنية القائمة على التعلم والاكتفاء الذاتي
  • كيف يتطلب التكيف لاستمرار العمل الفعال في أوقات التغير تعديلات في الأسس القانونية للجمعيات الوطنية، بل وإعادة تحديد دورها المساعد لضمان استدامتها في بعض الحالات
  • كيف تلعب ثقة المانحين والحكومات والشركاء، وبنفس القدر من الأهمية، المجتمع، دورًا رئيسيًا في استدامة الجمعيات الوطنية.

يجب أن تحدد أي مناقشة سبل ملموسة للتقدم وأن تتبعها إجراءات ومبادرات طويلة الأجل للاستفادة من المعرفة ودعم الممارسات الأفضل داخل الحركة ولتقديم خدمات محسّنة ومؤثرة وقائمة على المبادئ من قبل الجمعيات الوطنية لمجتمعاتها.

The International Committee of the Red Cross, the International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies, and the Standing Commission of the Red Cross and Red Crescent, in its function as Trustee of the International Conference of the Red Cross and Red Crescent (the Conference), cannot be held responsible or liable in any manner for any user-generated content or posts on this Database. In the event that the Website team considers any post or content to be incompatible with the Fundamental Principles of the International Red Cross and Red Crescent Movement and/or with the objectives of the Conference, it reserves the right to remove such content.