الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والصليب الأحمر الألماني واللجنة الدولية للصليب الأحمر

الصليب الأحمر اليوناني يساعد في إعداد الناس للتعامل مع ارتفاع درجات الحرارة في شهر حزيران/ يونيو 2024، تماشيًا مع «بروتوكول العمل المبكر المبسّط لمواجهة الحرارة الشديدة». الصورة: الصليب الأحمر اليوناني، 2024

اشتدت حدة الظواهر المتطرفة المرتبطة بالطقس والمناخ بنحو 35 في المائة منذ تسعينيات القرن العشرين، وأودت بحياة أكثر من 410 آلاف شخص خلال العقد الماضي وحده. وبحلول عام 2050، قد يحتاج ما يصل إلى 200 مليون شخص سنويًا – ضعف العدد في عام 2019 – إلى مساعدات إنسانية دولية من جرّاء الكوارث المرتبطة بالمناخ والآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على تغير المناخ.[1]

ومع تزايد وتيرة الكوارث وشدتها، تمس الحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية أكثر من أي وقت مضى. وبفضل التقدم التكنولوجي، أصبح باستطاعتنا الآن التنبؤ بدقة أكبر بموعد وقوع هذه الكوارث وكيفية ومكان وقوعها، ما يتيح اتخاذ إجراءات استباقية من شأنها أن تنقذ الأرواح وتحمي سبل كسب العيش. كما تكتسي نظم الإنذار المبكر الفعّالة أهمية قصوى، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للمجتمعات المعرضة لمستويات مرتفعة من المخاطر والتي يصعب الوصول إليها. ويجب أن يكون بمقدور الأفراد والمنظمات العمل بناءً على هذه الإنذارات أيضًا.

ولقد وضعت الحركة نفسها في طليعة هذه التطورات. ويشكل الإنذار المبكر والعمل الاستباقي جزءًا مهمًا من الخدمات التي تقدمها 191 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، حيث يوجد العاملون والمتطوعون بها في العديد من المجتمعات قبل تعرضها لحالات الطوارئ وفي أثنائها وبعدها.

طورت الحركة أيضًا نهج «التمويل القائم على التنبؤات»، وتتمتع جميع الجمعيات الوطنية بإمكانية الوصول إلى «مكوّن الاستباق» التابع لصندوق الطوارئ للاستجابة للكوارث، الذي أنشأه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي). ويربط هذا المكوّن بين التنبؤات وخطط العمل المتفق عليها مسبقًا والتمويل المرتب مسبقًا.

مزايا العمل الاستباقي

هناك أدلة متزايدة تبرهن على أن العمل الاستباقي ينقذ الأرواح وسبل كسب العيش، وهو أيضًا نهج يكفل قدرًا أكبر من الكرامة وتقليل التكلفة مقارنة بالاستجابة التقليدية بعد وقوع الكوارث.

الاعتماد على الالتزامات العالمية

من المقرر أن يُقترح أمام المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر قرارٌ للاعتماد، وهذا القرار يشدد على الحاجة إلى تعزيز العمل الاستباقي من أجل الحد من الآثار المتوقعة للأخطار المناخية وتلك المتعلقة بالطقس. ويستند هذا القرار إلى التزامات سابقة، مثل القرار 2 لمجلس المندوبين لعام 2022، الذي يدعو إلى توسيع نطاق العمل الاستباقي ليشمل المزيد من البلدان والأخطار والسكان، ويتسق مع قرارات المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين، ولا سيما القرار 7، الذي يشجع الحكومات على تخصيص تمويل لهذه التدابير. كما يدعم هذا القرار قرارات الأمم المتحدة، مثل القرار A/RES/74/218 والقرار A/RES/72/132، ويحقق المزيد من طموحات الإنذار المبكر للجميع.

الاتساق مع الأطر العالمية

التزمت الدول بالفعل بتعزيز الجهود التي تبذلها من أجل التنبؤ بالآثار المتنامية لتغير المناخ والتخطيط والتأهب لها في الأطر العالمية مثل “إطار سينداي” و”اتفاق باريس”. وقد يساعد تطبيق الإجراءات الاستباقية على نطاق واسع الحكومات على الوفاء بالالتزامات التي قطعتها بموجب هذه الأطر.

ما يدعو إليه القرار

يدعو القرار الدول ومكونات الحركة إلى تكثيف تعاونها لاستباق العواقب الإنسانية المتنامية لتغير المناخ والتأهب لها والاستجابة لها استجابة فعالة. وتشمل المكونات الرئيسية للقرار ما يلي:

  • دمج العمل الاستباقي في الأطر الداخلية المتعلقة بإدارة مخاطر الكوارث والأطر المتعلقة بالمناخ.
  • تعزيز العمل الاستباقي في الأوضاع الهشة وتلك المتضررة من النزاعات، وبخاصة في ظل الأزمات التي يطول أمدها.
  • تحسين جميع عناصر نظم الإنذار المبكر، بما في ذلك قدرات المعرفة بالمخاطر والتنبؤ بها ونشر المعلومات عنها والتأهب لها.
  • بناء قدرات الجهات الفاعلة المحلية، مثل الجمعيات الوطنية، من أجل تنفيذ العمل الاستباقي.
  • إنشاء آليات تمويل تتسم بالفاعلية والكفاءة ومواءمتها وتيسيرها لدعم العمل الاستباقي على المستويين الوطني والمحلي.
  • تعزيز قاعدة الأدلة والممارسات والخبرات من خلال الأبحاث والبيانات الحديثة لتوجيه العمل الاستباقي، من خلال الاستفادة من المبادرات والمنصات القائمة.

مستقبل أكثر مرونة

اعتماد هذا القرار من شأنه أن يضع الحكومات والحركة في وضع أفضل لاستباق الآثار الإنسانية للظواهر الجوية والمناخية المتطرفة والحد منها. ومن خلال اتباع نهج استباقي بدلًا من نهج رد الفعل، يمكننا الحد من المعاناة وحماية المستضعفين وبناء مستقبل أكثر مرونة في ظل مناخ يزداد غموضًا.

لقراءة المزيد عن هذا الموضوع


[1] IFRC, The Cost of Doing Nothing: The Humanitarian Price of Climate Change and How It Can be Avoided, 2019: https://www.ifrc.org/sites/default/files/2021-07/2019-IFRC-CODN-EN.pdf.

The International Committee of the Red Cross, the International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies, and the Standing Commission of the Red Cross and Red Crescent, in its function as Trustee of the International Conference of the Red Cross and Red Crescent (the Conference), cannot be held responsible or liable in any manner for any user-generated content or posts on this Database. In the event that the Website team considers any post or content to be incompatible with the Fundamental Principles of the International Red Cross and Red Crescent Movement and/or with the objectives of the Conference, it reserves the right to remove such content.