اللجنة الدولية والاتحاد الدولي

معلومات أساسية

يتعرض ملايين البشر في شتى أنحاء العالم للعنف والتمييز وغير ذلك من التهديدات التي تمس حقوقهم الأساسية. وهو ما يدفع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة) إلى العمل باستمرار على تحسين الطريقة التي تقدم بها الحماية للأشخاص المعرضين للخطر.

وعلى الرغم من الإنجازات البارزة التي حققتها الحركة في السابق، فثمة تحديات تواجه قدرتها على توفير الحماية الشاملة للأشخاص المعرضين للخطر، تتمثل في عدم وجود فهم مشترك ونهج موحد لأنشطة الحماية.

مع ذلك، فمنذ عام 2015، وبفضل توجيه مزيد من التركيز إلى الدور المركزي للحماية في مجال العمل الإنساني، تبلورت صورة أوضح للنطاق الواسع لأنشطة الحماية التي تضطلع بها جميع مكونات الحركة وتكاملها. وقد دعم هذا الإدراك زيادة أنشطة الحماية التي تقوم بها الحركة في عمليات مختلفة، ما أدى بدوره إلى إطلاق مبادرة الحماية في الحركة في عام 2017، بدعم من “مجلس استشاري لشؤون الحماية” يضم ممثلين من جميع مكونات الحركة الثلاثة.

ولا تزال هذه المبادرة تستكشف سبل تحسين التعاون والتنسيق وتعزيز الفهم المشترك لأنشطة الحماية، وهو الجهد الذي توِّج بالقرار الذي سُيقدَّم إلى مجلس المندوبين لهذا العام والمعنون: الحماية في الحركة: تحسين أثرنا الجماعي في مجال حماية الناس (إلى جانب وثيقة المعلومات الأساسية المصاحبة له). كما يقدم هذا القرار إطار الحماية داخل الحركة لتوجيه عملنا الجماعي في مجال الحماية في المستقبل.

أهمية القرار وروحه بالنسبة للحركة

يمثل هذا القرار علامة تاريخية بارزة، إذ يجمع كل مكونات الحركة من خلال تعريف وفهم متفق عليهما لنطاق الحماية داخل الحركة. وهذا النهج الموحد من شأنه أن يُظهر القيمة المضافة والطابع التكميلي لأنشطة الحماية التي يضطلع بها كل مكون أمام الجهات المعنية والشركاء الخارجيين، ما يكفل توفير حماية أفضل للأشخاص المعرضين للخطر.

ويجسد القرار روح التكامل والتنسيق والتعاون، وهو يعترف بالأدوار والمساهمات المتميزة لكل مكون، مع التشديد على أهمية وجود موارد كافية والتزامات ملموسة من جميع الجهات المعنية. ويعمل القرار، من خلال تعزيز استجابة متماسكة ومنسقة في مجال الحماية، على تعزيز مكانة الحركة من الناحية الاستراتيجية لتتمكن من تقديم خدمات إنسانية على نحو فعال في جميع الظروف، ما يكفل الوضوح والالتزام والمساءلة على نطاق الحركة.

نطاق القرار والإطار

يحدد القرار و”إطار الحماية داخل الحركة” نهجًا شاملاً لأنشطة الحماية. إذ يستعرض القرار العناصر الرئيسية لتحقيق فهم مشترك للحماية، ويقر بالنطاق الواسع للجهود القائمة في مجال الحماية، ويحدد ما تهدف الحركة إلى تحقيقه في مجال الحماية من خلال العمل الجماعي.

ويتمحور الإطار حول مفهوم “نتائج الحماية”؛ أي أن هناك مجموعة واسعة من الأنشطة يمكن أن تسهم في الحد من مخاطر تعرض الأفراد للعنف أو التمييز أو غير ذلك من الانتهاكات لحقوقهم الأساسية.

ويوضح كيف يمكن لأي مكون من مكونات الحركة أن يسهم في تحقيق نتائج الحماية من خلال المشاركة في واحد أو أكثر من الأنواع الثلاثة من أنشطة الحماية، وهي: 1) إدماج الحماية؛ و2) أنشطة الحماية المتخصصة؛  و3) التأثير في المعايير والقواعد والقوانين.

ويؤكد الإطار أيضًا على أهمية إدماج الحماية وتطبيق مبدأ “عدم إلحاق الضرر” في جميع الأنشطة الإنسانية، ويسلم بالأهمية السياقية لمجموعة واسعة من أنشطة الحماية المتخصصة.

والهدف هو تشجيع ودعم جميع مكونات الحركة لوضع الحماية في صميم عملها، وتمكينها من المساهمة الفعالة في تحقيق نتائج الحماية، دون الحاجة إلى وضع أنشطة حماية متخصصة محددة.

ومن الأهمية بمكان أن نلحظ أن “إطار الحماية داخل الحركة” ليس إطارًا تشغيليًا لصنع القرارات، ولا يحدد من يجب أن يتولى أدوارًا أو مسؤوليات بعينها بشأن شواغل محددة متعلقة بالحماية، بل إنه يعمل بمثابة دليل شامل يوفر اتفاقًا واسع النطاق وفهمًا مشتركًا، الأمر الذي يدعم التخطيط والتنسيق على نحو أكثر تفصيلاً.

التنفيذ

إن اعتماد القرار والإطار يمثل خطوة محورية نحو تعاون أكبر وأكثر فاعلية على مستوى البرامج والعمليات داخل الحركة، بغية ضمان توفير حماية أفضل للأشخاص المعرضين للخطر من خلال نهج موحد.

ومع ذلك، فإن اعتماد القرار لن يكون سوى البداية، فالتحدي الحقيقي يكمن في بث الحياة في الإطار. ويدعو القرار إلى وضع خارطة طريق توضح كيفية تنفيذ الإطار تتسم بالمرونة وتكون متاحة لجميع مكونات الحركة وعملية، وإلى ضمان إدماج التزاماتنا في ثقافة عمل جميع مكونات الحركة وعملياتها، وإلى السعي الدؤوب من أجل تحقيق الدمج السلس في العمل اليومي للموظفين والمتطوعين.

يمثل القرار خطوة حاسمة نحو تعزيز الأثر الجماعي لجهود الحركة في مجال الحماية. ومن خلال اعتماد “إطار الحماية داخل الحركة” المصاحب له، سنضع أساسًا واضحًا لدعم التزامنا بمنع المعاناة الإنسانية وتخفيفها، وحماية الحياة والصحة، وضمان احترام الكرامة الإنسانية، من خلال ضمان بقاء الحماية في صميم مهمتنا. وسيؤدي هذا النهج المنسق والشامل في نهاية المطاف إلى نتائج حماية أكثر فاعلية وكفاءة للأشخاص المتضررين من النزاعات والكوارث والأزمات وحالات الطوارئ الأخرى.

The International Committee of the Red Cross, the International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies, and the Standing Commission of the Red Cross and Red Crescent, in its function as Trustee of the International Conference of the Red Cross and Red Crescent (the Conference), cannot be held responsible or liable in any manner for any user-generated content or posts on this Database. In the event that the Website team considers any post or content to be incompatible with the Fundamental Principles of the International Red Cross and Red Crescent Movement and/or with the objectives of the Conference, it reserves the right to remove such content.