بقلم كاثرين لون-غرايسون، مديرة فريق السياسات في اللجنة الدولية؛ وأمير خزام، مستشار السياسات في اللجنة الدولية؛ ونيني إكالا نيمان، رئيسة قسم المناخ والقدرة على الصمود (بالنيابة)، الاتحاد الدولي


السيد لامو: صياد حصل على معدات الصيد في إطار برنامج مشترك بين اللجنة الدولية والصليب الأحمر الكيني من أجل دعم السكان المتضررين من العنف والصدمات المناخية.

أصبح الأثر الإنساني لأزمة المناخ أوضح من أي وقت مضى؛ ففي جميع أنحاء العالم، أضحت الأحداث من قبيل العواصف والجفاف وموجات الحر أكثر شدة وتواتراً وأقلّ قابلية للتنبؤ بوقوعها. وساد شعور عميق بأننا لم نعد نقف فقط على حافة تغيّر المناخ؛ بل نتعرّض لأثره على أساس يومي، ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة.

في عام 2019، خلال المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين، التزمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (الاتحاد الدولي)، إلى جانب عدد من الجمعيات الوطنية، باتخاذ خطوات من أجل تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود أمام تغيّر المناخ، وحشد جهود القطاع الإنساني لتعزيز قدرته على الاستجابة للأزمات المناخية والبيئية. ويتضمّن الميثاق المنبثق عن هذا المؤتمر، الذي أُصيغ انطلاقاً من روح مدونة قواعد سلوك الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية للإغاثة خلال الكوارث، التزامات واضحة وطموحة من أجل حشد قوى المجتمع الإنساني لاتخاذ الإجراءات.

وبعد مضي عامين، حقّق الميثاق أهدافه الأولية. ففي غضون اثني عشر شهراً من إطلاقه، وقّعت أكثر من 100 منظمة إنسانية على الوثيقة. وبحلول نهاية عام 2022، ارتفع هذا العدد ليصل إلى ما يقارب 350 منظمة. وتشمل الجهات الموقّعة أكثر من 120 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية، والمنظمات المحلية، ومعاهد البحوث، ومراكز الفكر الإنسانية، وهي جميعها ملتزمة بالاستجابة لأزمة المناخ والحد من أثرها البيئي وانبعاثات غازات الدفيئة.

وإلى جانب جمع التوقيعات، عمل الميثاق على تحفيز العمل الإنساني استجابة لتغيّر المناخ. وفي الدورتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، أصدرت الجهات الموقّعة إعلانات مشتركة بشأن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وطموحة بشأن المناخ. وعلاوة على ذلك، أُشير إلى الالتزامات السبعة الواضحة والطموحة للميثاق في وثائق توجيهية على نطاق القطاع الإنساني وتكرّر ذكرها في هذه الوثائق.[1] وأُعدّ الميثاق من أجل القطاع الإنساني ومن قبله، وأقرّته الحركة رسمياً في مجلس المندوبين لعام 2022.

وتطلّعاً إلى المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين، من المهم التفكير في جعل الميثاق مقبولاً خارج نطاق الحركة والقطاع الإنساني. واستجابة للاهتمام الذي أبدته الدول، أُنشئت فئة “الجهات الداعمة” وهي تضم الآن 11 جهة داعمة رسمية، بما فيها الدول المانحة الرائدة في المجال الإنساني. ويواصل مجتمع الجهات المانحة الأوسع نطاقاً مشاركته أيضاً: فقد أنارت لغة الميثاق وهيكله طريق إعلان الجهات المانحة، الذي أعده الاتحاد الأوروبي وفرنسا، والذي يحدّد التزامات الجهات المانحة في المجال الإنساني بدعم استجابة القطاع الإنساني لأزمة المناخ.

وحتى اليوم، تضطلع اللجنة الدولية والاتحاد الدولي والمجلس الدولي للوكالات الطوعية بدور رائد بشأن الميثاق. والآن، وقد شارفت فترة التعبئة على نهايتها، يدخل المشروع مرحلة جديدة حاسمة. ويتعيّن على القطاع الإنساني تحويل التزاماته إلى أفعال. وسيتطلب ذلك استثماراً وجهوداً، وسيتعيّن على المنظمات تحسين فهمها لمخاطر المناخ، وأخذها بعين الاعتبار في عملياتها، والتأكد من أن استجاباتها الإنسانية مناسبة للغرض المنشود.

وفي الواقع، بدأت المنظمات بالفعل في وضع أهداف محدّدة وما يقابلها من خرائط طريق. وداخل الحركة، وضع كل من اللجنة الدولية والاتحاد الدولي هذه الأهداف؛ فقد أعدّت اللجنة الدولية خطة عمل مقابلة لها، ويعمل الاتحاد الدولي على دعم الجمعيات الوطنية في وضع أهدافها واستراتيجياتها الخاصة.

ويوفّر الميثاق إطاراً لجمع المعارف والخبرات المتاحة لمكونات الحركة والقطاع الإنساني ككل. وستشمل الخطوة التالية وضع تدابير للتأكد من أن الميثاق يدعمه هيكل إداري يمكن أن يضمن الأداء الفعال والمستدام لهذه المنصة. ومن الضروري وجود تعاون بين جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الدول والمنظمات الإنسانية ومكونات الحركة، من أجل ضمان تحقيق النجاح.

وإن التحديات واضحة، وكذلك الحاجة إلى العمل الطموح. ويمثل الميثاق استجابة جماعية لأكثر القضايا إلحاحاً التي نواجهها اليوم. وعلى الرغم من إحراز بعض التقدم، فما زال يتعيّن بذل جهود كثيرة في هذا الصدد.

للاطلاع على مزيد من المعلومات عن هذا الموضوع

الموقع الإلكتروني: ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية

معلومات عن أصول الميثاق: “كان الإدماج عنصراً رئيسياً في هذا العمل

ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية، بعد مضي عام واحد – مدونة القانون الإنساني والسياسات

الوقوف صفاً واحداً: ميثاق المناخ والبيئة للمنظمات الإنسانية


[1] لمزيد من المعلومات عن الالتزامات السبعة للميثاق – وهي تكييف البرامج الإنسانية، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، ودعم الدور القيادي على المستوى المحلي، وتحسين المعرفة والفهم، والعمل يداً بيد، وحشد العمل الطموح، ووضع الأهداف وتنفيذها – انظر الموقع التالي: https://www.climate-charter.org/ar/announcements/.

The International Committee of the Red Cross, the International Federation of Red Cross and Red Crescent Societies, and the Standing Commission of the Red Cross and Red Crescent, in its function as Trustee of the International Conference of the Red Cross and Red Crescent (the Conference), cannot be held responsible or liable in any manner for any user-generated content or posts on this Database. In the event that the Website team considers any post or content to be incompatible with the Fundamental Principles of the International Red Cross and Red Crescent Movement and/or with the objectives of the Conference, it reserves the right to remove such content.